صعيد مصر.. مشكلات وتجاهل

**Admin** الجمعة مارس 29, 2013 12:52 am

لو أن للصعايدة وزنا إعلاميا لجعلوا من كوارث الحكومة المصرية التي تغتالهم عاما بعد عام مناسبات وطنية كما فعلت أمريكا بكارثتها التي فرضتها على العالم كله يوم 11سبتمبر، فأهل الصعيد تعرضوا لكارثتي العبَّارة المنتهية الصلاحية (سالم اكسبريس) والعبَّارة (السلام 98) وتعرضوا لسيول مدمرة متكررة كانت الحكومة تتعطف عليهم بعدها ببضع بطاطين ينالها أعضاء الحزب الوطني والمجالس المحلية، وتعرضوا لمحرقة مسرح قصر ثقافة بني سويف، ولكن الاستفزاز الأعظم لي شخصيا كان هو منظر عاطف عبيد ليلة كارثة قطار الصعيد، فقد ظهر الرجل متهلل الوجه (وكل خد عليه خوخة!!) وأمامه وابور جاز، وقال بالحرف (إن عدد القتلى لا يتجاوز كذا وكذا) ولم تسعفه لغته ولا لياقته بأن يستعمل لفظ (الشهداء) ولا حتى (الضحايا) وقد أظهر تعامل الحكومة المصرية مع كارثة قطار الصعيد كارثة أكبر وهي: جهل هذه الحكومة التام بطبيعة الصعيد.

وتدليلا على ذلك نسوق هذا المثال: أصدرت الهيئة العامة للاستعلامات هذه الموسوعة "الموسوعة القومية للشخصيات البارزة

عام 1989م" وهي الطبعة التي لا تزال مطروحة في الأسواق، وقد تضمنت أخطاء جسيمة بصفة عامة وفي حق الصعيد بصفة خاصة لعل من أهمها:

1- الخطأ في معرفة بعض المعلومات المشهورة: فمدينة جرجا التي تمثل أحد مراكز محافظة سوهاج وعاصمتها القديمة. نراها في هذه الموسوعة جزءاً من محافظة قنا (ص 415 من الموسوعة).

2- الخطأ في الترتيب الأبجدي: فالمخرج عبدالرحمن الشافعي (رقم مسلسل 55) ورد وسط حروف الميم، مع أنه في مكانه الطبيعي في حرف العين رقم (649) في فهرس الموسوعة.

3- تجاهل شخصيات قومية بارزة؛ فأنور السادات لم يرد ذكره في الموسوعة نهائياً لا كوزير سابق، ولا كرئيس سابق لمجلس الشعب، وكذلك جمال عبدالناصر لم يرد ذكره بين الوزراء السابقين ولا بين رؤساء الوزارات السابقين. وإذا كانت الموسوعة قد أغفلتهما أو تجاهلتهما لأنهما رئيسا جمهورية سابقان، فكان عليها أن تشير إلى ذلك في المقدمة، أو كان عليها أن تتجاهل – أسوة بهما – وزراء سابقين ورؤساء وزارات سابقين ذكرتهم دون مبرر.

والذي يحز في النفوس أن الخطأ في حق الصعيد لم يقف عند حدود نسبة جرجا إلى محافظة قنا، ولكنه يمتد إلى جامعة أسيوط (رابع جامعة في مصر) والتي قدمت للعالم وللعلم على مدى عمرها (1957 وحتى الآن) عشرات العلماء البارزين، فكلية مثل كلية التربية بأسيوط (ثالث كلية تربية في مصر بعد عين شمس والإسكندرية) تجاهلت الموسوعة من عمدائها أعلاماً كباراً، وعلماء أجلاء رحل منهم من رحل، ومازال بعضهم يؤدي دوره في المجالس القومية المتخصصة واللجان العلمية المتعددة، فقد تجاهلوا كلاً من:

1) أ.د/ حسين سليمان قورة عميد تربية أسيوط الأسبق

2) أ.د/ حسن سلامة الفقي

3) أ.د/ نظمي حنا ميخائيل

4) أ.د/ مصطفى عبدالرحمن درويش

5) أ.د/ صبرة محمد علي

كما تجاهلوا عميدين سابقين لآداب سوهاج هما:

1- أ.د/ محمود حلمي (وهو مؤسسها)

2- أ.د/ نبيل عبدالعزيز

كما تجاهلوا أربعة رؤساء سابقين لجامعة أسيوط وهم:

1- أ.د/ حسن خليل حسن

2- أ.د/ سليمان حزين

3- أ.د/ محمد حمدي النشار

4- أ.د/ عبدالرازق حسن

والمؤسف أن عالماً كبيراً مثل د.حمدي النشار لم يذكر كأحد علماء المحاسبة، ولا كعميد سابق لتجارة أسيوط، ولا كوزير مالية سابق (وهو الوزير الوحيد الذي اختير من جامعة أسيوط خلال ثلاثين سنة مقابل مائة وزير من جامعة القاهرة ومثلهم من جامعة عين شمس ولذلك لم يستمر سيادته في الوزارة أكثر من نصف ساعة!!)

كما أن عالماً عالمياً في الجراحة مثل د. عبدالرازق حسن لم يذكروه في أساتذة الجراحة، ولا كعميد لطب أسيوط، ولا كنائب لرئيس الجامعة، ولا كرئيس للجامعة، مع أنه كان مقرباً من الحكومة، فقد عمل أميناً عاماً للحزب الحاكم في محافظة أسيوط، كما اختير عضواً بمجلس الشورى (لمدة ساعة إلا ربعاً أيضاً).

كما تجاهلوا من نواب رؤساء الجامعة كلا من:

1- أ.د/ أحمد المغازي

2- أ.د/ حلمي الجبالي

3- أ.د/ عبدالمنعم حسن كامل

4- أ.د/ عبدالملك أبو عوف

5- أ.د/ أحمد مصطفى يس

6- أ.د/ محمود سلام زناتي

7- أ.د/ رمضان صادق

والمؤسف أيضاً أنهم نسوا نائب رئيس جامعة أسيوط لشؤون فرع سوهاج وهو أ.د/ أحمد عبدالسماحي وهو من علماء الكيمياء المعدودين في العالم.

وبعد...

فإن أي عمل ضخم مثل هذه الموسوعة لابد أن تتسرب إليه أخطاء، ولكن ما ذكرته خطايا وليس أخطاء، فلكي يتم إنجاز عمل ضخم كهذا لا يكفي أن تتصدره صورة ضخمة ملونة لرئيس الجمهورية الحالي وننسى رئيسين سابقين من قبله (وهآنذا أصاب بما أصيبت به الموسوعة فأنسى اللواء محمد نجيب كما نسوه!).

ومثلما اهتمت الموسوعة بإعطاء أدق التفاصيل عن حياة القائمين على إصدارها كصفوت الشريف والبلتاجي، وعن عم فرغلي بائع السندوتشات أمام مبنى التليفزيون كان لابد لها أن تهتم - على الأقل – برؤساء الوزارات السابقين فإما أن تذكرهم جميعاً أو تنساهم جميعاً.

كما لابد لها أن تتذكر أن الصعيد أكبر من نصف مصر وبه إلى جانب الفقراء الذين تطعمهم الحكومة للبحر سنوياً في كوارث سفنها الفاسدة مثل سالم إكسبريس، ثم القمر السعودي، إلى جانب ضحايا الطائرة المصرية المنكوبة، وقطارات الصعيد المحترقة ودورات مياهها التي تسقط بمن عليها إلى جانب هؤلاء الفقراء الضحايا، هناك علماء بارزون هاجروا فأثبتوا وجودهم خارج مصر، أو صمدوا وحققوا ذاتهم من خلال عملهم وأبحاثهم التي انحنى لها العالم الغربي إكباراً واحتراماً.

http://www.al-sharq.com/WriterProfile.aspx?WID=25&CatID=82&CatName=%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D9%8A%D8%A9&type=articles

الإثنين	الثلاثاء	الأربعاء	الخميس	الجمعة	السبت	الأحد
1	2	3	4	5	6	7
8	9	10	11	12	13	14
15	16	17	18	19	20	21
22	23	24	25	26	27	28
29	30